ما أن رأى " أسيد " طفلة صغيرة تسقط في حفرة امتصاصية حتى انطلق بسرعة البرق وقفز في الحفرة لينقذها لكن قدر الله هو الغالب فلم يخرجا من الحفره .
" أسيد اللوزي 33 سنة " شاب حافظ لكتاب الله ، ويدرس ويُدرّس في جمعية المحافظة على القرن الكريم في عمان ،هب لمساعدة الفتاة وإنقاذها وهو لا يعرفها ولا يعرف أهلها او بلدها أو عشيرتها أو حتى دينها .
تحركت الدوافع الإنسانية والإسلامية في نفس أسيد كما تحركت في نفوس الشباب الذين استشهدوا وهم ينقذون الناس في أحداث البحر الميت الأخيرة .
كيف لا تتحرك الدوافع الإنسانية في نفس أسيد وهو يقرأ في جمعية المحافظة لطلابه قوله تعالى في سورة المائدة " وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا "
حق لجمعية المحافظة على القرآن أن تفخر بتربيتها ، وللشعب الأردني ان يفخر بإسلامة الذي أخرج هذا الشاب المؤمن " أسيد " وأمثاله من أصحاب المروءة .
نفخر في الأردن أن عندنا " أسيد " ينقذ الناس ويحميهم فأسيد وامثاله هم الأسود الحقيقيون وهم أبطال هذه الأمة وأبطال هذا الشعب وهذه الدولة .
وهنا أسأل النكرات الذين يحرضون على محاضن التربية الصالحة كجمعية المحافظة على القرآن وعلى روادها ، وعلى الصالحين في هذه الأمة ،ويتهمونهم بالإرهاب والعنف ، ماذا قدمتم من خير للأمة والوطن والدين ؟
إذا كان عندكم " أَسيد " تذيبون به أجساد عباد الله ، وأفكار عفنة تلوثون بها عقول الشباب ،وخسة ونذالة تقتلون بها النخوة والمروءة عند الناس ، فنحن المسلمين عندنا قرآن يصنع أسوداً ، وإسلام يخيف الفاسدين الجبناء .
إن الشهامة والمروءة هي الباقية والمحبوبة عند الله والناس ، والنذالة والوقاحة هي الزائلة والبغيضة وسيبقى الأسد أسدا والنذل نذلاً وإن ألبسوه ثياب النمر .
(البوصلة)